[ثواب من اتبع القائم]
[ثواب من اتبع القائم]
  فأما من اتبع ما وصفنا(١) من آل الرسول، فإنه عند الله تبارك وتعالى حق مقبول، فهو عند الله تبارك وتعالى من المسلمين المؤمنين العابدين الخاشعين، المؤدين لعظيم ما افترض الله عليهم، المفضلين على جميع المؤمنين في التوراة والإنجيل والقرآن المبين، المهاجرين إلى الله، قد وقع أجرهم على الله، وكرم مآبهم لديه، وأدوا إليه الأمانة، فنجوا وسلموا من الخيانة كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ٥٨ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ}[الحج]، ومن صح منه هذا الفعل فقد صحت له الولاية من رب العالمين، ومن الرسول والأئمة وجميع المؤمنين، وكان من الذين قال الله سبحانه فيهم: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ٤٧}[الحجر]، وكان من الآمنين للفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة كما قال أرحم الراحمين: {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ١٠٣}[الأنبياء]، وكانوا من البايعين لأنفسهم من ربهم بما بذل لهم من الثمن الربيح حين يقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١١١}[التوبة]، فيا لها تجارة ما أربحها! ويا لها دعوة ما أرفعها! دنيا يسيرة فانية، بآخرة كبيرة باقية، وحياة أيام تزول بحياة أيام أبداً لا تحول، والنكد والنصب والشدة والتعب بالراحة والسرور والغبطة له في كل الأمور، فاز - والله - من بادر فاشترى الجنة بأيام من حياته، وخاب من تخلف عن مبايعة الله وسوّف - ويله - وتمنى، وعلل نفسه وسها حتى نزلت به الداهية الدهيا، ونزل به الموت والفناء،
(١) في (ب): من وصفناه.