[صفات من لا تجوز طاعته من آل الرسول]
  وحصل في دار القيامة والجزاء، {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}[الكهف]. فهذه صفات من تجب طاعته وتحرم معصيته.
[صفات من لا تجوز طاعته من آل الرسول]
  ومن خالف ما ذكرنا وكان على غير ما شرحنا من آل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ فنكث عليهم، وأساء في فعله إليهم، ومنعهم من حقهم الذي جعله الله لهم، واستأثر بفيئهم، وأظهر الفساد والمنكر في ناديهم، وصير ما لهم دولة بين عدوهم، يتقوى به عليهم، ولا يقبضه منهم ويقسمه على صغيرهم وكبيرهم، وكانت همته كنز الأموال، والاصطناع لفسقة الرجال، ولم يزوج أعزابهم ولم يقض غراماتهم، ولم يكس الظهور العارية، ولم يشبع منهم البطون الجائعة، ولم ينف عنهم فقراً، ولم يصلح لهم من شأنهم أمراً؛ فليس يجب على الأمة طاعته، ولا يجب عليهم موالاته، ولا يحل لهم معاونته، ولا يجوز لهم نصرته، بل يحرم عليهم القيام معه ومكاتفته، ولا يسعهم الإقرار بحكمه، بل يكونون شركاؤه إن رضوا بذلك من أفعاله، ويكونون عند الله مذمومين ولعذابه مستوجبين.
  فنعوذ بالله من الرضا بقضاء الظالمين، ونعوذ به من الإعراض عن جهاد الفاسقين، الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فإن من أعرض عن جهادهم فقد برئ من الله وبرئ الله منه، وبَعُدَ من حزب الرحمن، وصار من حزب الشيطان، {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ١٩}[المجادلة].
[الدعوة وشروطها]
  وبعد، رحمك الله ووفقك وأعانك وسددك - فإني أدعوك إلى كتاب الله وسنة نبيئه ÷، وإلى ما أمرني الله أن أدعوك إليه، وأخذ به علي العهد والميثاق من الأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن التظالم والمنكر، وإلى أن نحل نحن وأنت ما أحل لنا الكتاب، ونحرم نحن وأنت ما حرمه علينا، وإلى الاقتداء بالكتاب والسنة، فما جاءا به اتبعناه، وما نهيا عنه رفضناه، وإلى أن نأمر نحن وأنت