[الحث على إجابة الدعوة]
  بالمعروف في كل أمرنا ونفعله، وننهى عن المنكر جاهدين ونتركه، وإلى مجاهدة الظالمين من بعد الدعاء إلى الحق لهم، والإيضاح بالكتاب والسنة بالحجج عليهم، فإن أجابوا فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المؤمنين، وإن خالفوا الحق وتعلقوا بالفسق حاكمناهم إلى الله سبحانه، وحكمنا فيهم بحكمه، فإنه يقول سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ١٩٣}[البقرة]، والعدوان هنا: فهو الجهاد والعدو على من ظهر منه الاجتراء على الله والاعتداء.
  ألا والدعوة مني لك يرحمك الله إلى ما تقدم ذكره من الكتاب والسنة، وأشرط لك ولمن معك على نفسي أربعاً: الحكم بكتاب الله وسنة رسوله جاهداً ما استطعت، والأثرة لكم على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم، وأن أؤثركم ولا أفضل عليكم بالتقدمة عند العطاء الذي جعله الله حظاً في أمواله لكم ولنا - قَبْلَ نفسي وخاصتي، والرابعة: أن أكون قدامكم عند لقاء عدوكم وعدوي.
  وأشترط لنفسي عليكم اثنتين أنتم شركائي فيهما: النصيحة لله في السر والعلانية، والطاعة في كل أحوالكم لأمري ما أطعت الله، فإن خالفت طاعة الله فلا حجة لي عليكم، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف].
[الحث على إجابة الدعوة]
  فإن يطعني من بلغته دعوتي يرشدوا، وحظهم يأخذوا، والفوز العظيم يرتجوا(١)، وإن يتخلفوا عني ويعصوا أمري، ويسوِّفوا بطاعتي، ويتثاقلوا عن إجابتي، ويركنوا إلى الدنيا الغارّة لهم كما غرت من قبلهم ممن مضى أكن قد قدمت لله بما يجب علي، واكن عند الله إن شاء الله من الناجين، وأكن قد بينت(٢)
(١) في (ب، د): يربحوا.
(٢) في (ط): ثبَّت.