جواب مسائل أبي القاسم الرازي ¦
  وله أيضاً ~:
جواب مسائل أبي القاسم الرازي ¦
  
  قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ابن رسول الله ÷: سألت يا أبا القاسم أكرمك الله بكرامته وأتم ما بك من نعمته، وجعلك ممن اهتدى فزاده نوراً وهدى، فجمع لك بذلك خير الآخرة والدنيا فقلت:
[ما يستوي فيه المكلفون من العقل، والتفضيل فيه وأسبابه]
  أخبرني عن عقل رسول الله ÷ هل كان مثل عقل أبي جهل؟
  الجواب في ذلك: إن كنت تريد بقولك: هل هو مثله؟ أي هل يعمل عقله إذا استعمله كعمل غيره فيما جعل له وركب عليه؟ أو(١) هل يستدرك به أداء فرض الله الذي افترضه الله عليه، وينال به بلوغ ما أوجب الله عليه، من تمييز الأمور وفهم واجب الفرائض؟ وهل يستدرك به معرفة الخالق بما يرى من أثر صنعه، وينال به التمييز بين طاعته ومعصيته فيكون بذلك بالغاً من أداء حجج الله، واستدراك الدليل على الله، كما كان رسول الله ÷ يستدرك(٢) بأصل حجة عقله من أداء فرضه - فكذلك نقول: إن أبا جهل قد كان يستدرك وينال بأقل قليل عقله أكثر مما افترض عليه من دينه، وفوق ما يحتاج إليه من الدلائل(٣) على معرفة ربه، فقد كان فيما أعطاه الله من أصل الحجة، وثبَّت فيه من العقل لأداء الفريضة، وفي الاستدلال - إن استعمل عقله - بالغاً بعقله ما كان يبلغ رسول الله ÷ بما أعطي من مبتدأ حجة العقل من المعرفة بأداء فرض الله، والوقوف على دين الله، الذي لم يرض من العباد إلا بأدائه.
(١) في (ب، هـ): أم.
(٢) في (د): ليستدرك.
(٣) في (ب، هـ): الدلالة.