[هل كان النبي ÷ يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟]
  أن ذلك منه بإخلاص واستواء، وثبات ونية وتقوى - فليعلم عند ذلك أنه من المؤمنين، وقد أخبر الله بمحل المؤمنين فقال سبحانه: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩}[السجدة]، فإذا أيقن بذلك من نفسه وعلمه فليعلم أنه قد صار من أهل الجنة كما ذكر الله في كتابه في هذه الآية التي ذكرنا، [والله أعلم](١).
[هل كان النبي ÷ يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟]
  وسألت فقلت: أكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟
  وكذلك لعمري كان ÷، فإن كنت تريد بقولك: «يساوي بينهم في الحق» أي: يساوي بينهم في الحكم، وينصف كلاً من صاحبه - فكذلك لعمري كان ÷.
  وإن كنت تريد بقولك يسوي(٢) في الجوائز في العطاء(٣) والرزق - فنعم قد كانوا عنده في ذلك سواء فيما يجب لهم ويجري عليهم، مما تجب التسوية بينهم فيه مثل قسم الفيء وقسم الغنائم.
  فأما(٤) في أرزاق المرتزقين(٥) وسهام الأجناد المتجندين فلا يستوون في ذلك، ولا يكونون في الحق(٦) سواء كذلك، بل الأرزاق للمرتزقين على قدر ما يرى
(١) زيادة من (هـ).
(٢) في (أ، ب): يساوي، وفي (هـ): سواء.
(٣) في (ب): وفي العطاء.
(٤) في (ب، هـ): وأما ما.
(٥) في (ب، هـ): المرزوقين.
(٦) في (ب، هـ): الجوائز.