مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[هل كان النبي ÷ يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟]

صفحة 691 - الجزء 1

  أن ذلك منه بإخلاص واستواء، وثبات ونية وتقوى - فليعلم عند ذلك أنه من المؤمنين، وقد أخبر الله بمحل المؤمنين فقال سبحانه: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩}⁣[السجدة]، فإذا أيقن بذلك من نفسه وعلمه فليعلم أنه قد صار من أهل الجنة كما ذكر الله في كتابه في هذه الآية التي ذكرنا، [والله أعلم]⁣(⁣١).

[هل كان النبي ÷ يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟]

  وسألت فقلت: أكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً يساوي بين الأغنياء والفقراء في الحق؟

  وكذلك لعمري كان ÷، فإن كنت تريد بقولك: «يساوي بينهم في الحق» أي: يساوي بينهم في الحكم، وينصف كلاً من صاحبه - فكذلك لعمري كان ÷.

  وإن كنت تريد بقولك يسوي⁣(⁣٢) في الجوائز في العطاء⁣(⁣٣) والرزق - فنعم قد كانوا عنده في ذلك سواء فيما يجب لهم ويجري عليهم، مما تجب التسوية بينهم فيه مثل قسم الفيء وقسم الغنائم.

  فأما⁣(⁣٤) في أرزاق المرتزقين⁣(⁣٥) وسهام الأجناد المتجندين فلا يستوون في ذلك، ولا يكونون في الحق⁣(⁣٦) سواء كذلك، بل الأرزاق للمرتزقين على قدر ما يرى


(١) زيادة من (هـ).

(٢) في (أ، ب): يساوي، وفي (هـ): سواء.

(٣) في (ب): وفي العطاء.

(٤) في (ب، هـ): وأما ما.

(٥) في (ب، هـ): المرزوقين.

(٦) في (ب، هـ): الجوائز.