[معنى قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}]
  إلى الحق الذي افترضه الله [عليها](١) الواحد الخلاق، أو يوقع [عليها](٢) - إن غلبته - بينه وبينها الواجب [على مثلها](٣) من الفراق.
[معنى قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}]
  وسألت عن قول الله سبحانه: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧}[الحاقة]؟
  ومعنى العرش: فهو الملك، والملك: فهو ما خلق الله وذرأ في(٤) الآخرة كلها والأولى، وما فيهما من جميع الأشياء.
  ومعنى ثمانية: فهو لا يخلو من أن يكون ثمانية أصناف من الملائكة، أو ثمانية آلاف. وحملها للعرش الذي هو الملك فهو قيامها فيه ونهوضها، وقيامها به فهو أمرها ونهيها، وإنفاذ أمر ربها، وإيصال الثواب إلى المثابين، والعقاب إلى المعاقبين، وما يكون من فعل الله في ذلك اليوم في المخلوقين.
  فأخبر سبحانه أنه يقوم بحساب الخلق في ذلك اليوم، وإيصال ثوابه وعقابه إليهم، وإنفاذ جميع أمره فيهم، هذه الثمانية التي ذكرنا أولاً كانت من الملائكة آلافاً أو أصنافاً.
  ومعنى قوله «فوقهم» فهو: منهم، غير أن «فوق» قامت مقام «من»؛ لأنها من حروف الصفات، فهما يعتقبان؛ أراد سبحانه: ويحمل عرش ربك منهم ثمانية، ومعنى «منهم» فهو من الملائكة.
  فأخبر أن الثمانية هم القائمون بأمر الله في ذلك اليوم ونهيه، وجميع ما يكون من فعله في خلقه، دون غيرهم من الملائكة المقربين، وقد شرحنا تفسير هذه
(١) زيادة من (ب، هـ).
(٢) زيادة من (ب، هـ).
(٣) ساقط من (ب، هـ).
(٤) في (ب، هـ): من.