مسألة من مسائل النباعي
مسألة من مسائل النباعي(١)
  
  قال(٢) الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم À أجمعين وعلى آبائهم الطاهرين:
  سالت عن قول الله عز ذكره وجلت أسماؤه: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}[الأحقاف: ٢٠]، فقلتَ: ما الطيبات في هذه الدنيا؟ أهو ما يتنعم به الناس ويلبسونه من صالحيهم وطالحيهم؟ وأن من لبس الثياب السرية(٣)، وأكل الطعام الفائق، وركب الخيول حلالاً كان أو حراماً فقد أذهب طيبات الآخرة بما أطلق لنفسه من استعمال طيبات الدنيا؟
  فأما الكافر وأسبابه فقد استغنينا عن الفتش عن أمره بما قد قر عندنا(٤) من حاله، كثرت دنياه أو قلّت فمصيره إلى النار.
  وأما المؤمن به، والعامل بطاعة خالقه، المتحري في أمره لما أمره به خالقه، فكيف تكون تلك حاله وإنما جعل الله الطيبات للمؤمنين خالصة(٥) دون الفاسقين، فقال في كتابه ø لأنبيائه $: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون: ٥١]، وقال في كتابه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
(١) لم نطلع على أحد بهذا الاسم، ولكن ذكر في سيرة الهادي # أن أحمد بن زكريا التباعي (بالتاء المثناة من فوق) وهو رجل من همدان كان في جملة من كان مع محمد بن عبيدالله العلوي، واستشهد معه بين يديه في نجران في المجزرة البشعة الشبيهة بكربلاء. فلعله هذا الذي ذكر في السيرة، والله أعلم.
(٢) قيل: إن هذا الجواب للمرتضى #. من هامش (أ، د).
(٣) سري من كل شيء: الجيد. معجم الرائد.
(٤) في (ب، هـ): وجدنا.
(٥) في (هـ): خاصة.