مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

جواب مسائل لابنه المرتضى @

صفحة 723 - الجزء 1

  وله أيضاً #:

جواب مسائل لابنه المرتضى @

  

  قال الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ª: سالت أبي الهادي إلى الحق ~ عما روي عن النبي ÷ من أنه مرَّ بِجَدْيٍ ميت مطروح على كباء⁣(⁣١) فقال ÷: «ما كان على أهل هذا الجدي لو [كانوا]⁣(⁣٢) انتفعوا بجلده».

  فقال الهادي إلى الحق أعزه الله: لم يرد النبي # وعلى آله الانتفاع بجلده بعد موته، ولكنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أراد ما كان عليهم - إذ لم يكن فيه لحم يذبح ويذكى له ومن أجله لما كان فيه من الهزال والهلاك - لو ذبحوه فحل لهم بذبحه الانتفاع بجلده؟ فانتفعوا بجلده؛ إذ لم يكن في لحمه منفعة، فهذا يا بني معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لا ما ذهب إليه الجهال ونسب إليه العماة الضلال.

  واعلم يا بني أن كلام رسول الله ÷ له معان وأبواب تحتاج إلى تفسير عالم فهيم⁣(⁣٣) باللغة، كما يحتاج القرآن إلى التفسير، من ذلك قوله: «إن الله يبغض الحَبْرَ⁣(⁣٤) السمين» فتوهم من لا فهم له أن معناه البَدِن الشَّحِم؛ فذموا بذلك كل عالم سمين، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قد بلغ من الشحم والسمن غاية، حتى كان قد جعل في محرابه بالمدينة عوداً هو اليوم في المحراب، وكان إذا نهض بعد السجود أخذ به⁣(⁣٥) حتى ينهض من ثقل بدنه، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يتنفل بعض نوافله قاعداً؛ لثقل بدنه،


(١) (الكب): المزبلة. هامش (أ، د). في (ب، هـ): الكناسة. وهي نفس المعنى.

(٢) (كانوا) سقط من (ب، هـ).

(٣) في (ب، هـ): فهم.

(٤) الحبر: العالم. معجم وسيط.

(٥) في (ب، هـ): يعتمد.