مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[تنزيه الأنبياء]

صفحة 88 - الجزء 1

  {ثَمَانِيَةٌ ١٧} يمكن أن تكون ثمانية أصناف، أو ثمانية آلاف، أو ثمانية أنفس.

  ويقول: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}⁣[القلم: ٤٢]، يقول: عن شدة، كما قال:

  قامت بنا الحرب على ساق فشمرنا على⁣(⁣١)

  ويقول إبليس اللعين: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}⁣[الحجر: ٣٩]، يقول: دعوتني بهذا الاسم بعد أن استوجبته.

  {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ}⁣[هود: ٣٤]، يقول: يعذبكم، الإغواء في هذا الموضع العذاب، كما قال: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩}⁣[مريم].

[تنزيه الأنبياء]

  قال يحيى بن الحسين ~: اعلم أن الأنبياء À لم يعص أحد منهم متعمداً يعلم أن لله معصية فيتعمدها، وذلك لا يجوز على الأنبياء؛ لأنهم⁣(⁣٢) أصفياؤه ورسله، اختارهم على علم سبق منه فيهم أنه إذا بعثهم إلى خلقه سيبلغون الرسالة، ويؤدون الأمانة، ولا يعصونه في شيء من الأشياء، فعلى ذلك اصطفاهم واختارهم.

  قال في قصة آدم #: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}⁣[طه].

  وقال في قصة نوح عندما دعا ربه: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}⁣[هود: ٤٥]، فقال له ربه: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}⁣[هود: ٤٦]، يقول: ليس من أهل طاعتك، {إِنَّهُ


(١) في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس: قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله ø: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}⁣[القلم: ٤٢]؟ قال: عن شدة الآخرة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

أسلم عصام إنه شر باق ... قبلك سر الناس ضرب الأعناق

قامت بنا الحرب على ساق ... . تمت منه.

(٢) في (ب، هـ): إذ هم.