يحيى بن إبراهيم بن الهدى
  وأخذ عليه جماعة من العلماء أجلهم: السيد علي بن عبد اللّه بن الحسين، وعبد اللّه بن جابر التهامي، وولد أخيه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وحسن بن عبد اللّه التهامي، والسيد محمد بن حسين الكحلاني، والفقيه علي المفضلي(١)، والسيد إبراهيم بن محمد النعمي، وغيرهم.
  كان السيد عماد الدين علامة(٢) فهامة، حبرا محققا، إماما في العلوم لا يجارى، وواحدا في الأصول لا يبارى(٣)، جامعا للفضائل والمناقب، ربيبا(٤) للعلم النبوي، ومعدنا للحكم المصطفوي، ومبين فوائد الكلام العلوي، وكان حافظا لعلوم الآل الكرام، وله العناية في تحقيق كتب الأئمة القدماء الأعلام، ومع هذا فكان زاهدا ورعا، وله (تعليق على شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة)(٥) يدل على مكانة واطلاع وله (حاشية على البدر الساري)(٦)، وغير ذلك، وكان رأيه رأي القدماء من أئمة أهل البيت العلماء، وذكره القاضي في ذكر أبيه فقال: كان سيد أبناء وقته علما وعملا، مذكرا بالأوائل من سلفه، وهو المتولي للقضاء في حبور في هذه الأعصار.
  قلت: ولم يزل حاكما مفتيا مدرسا، على أكمل الخصال وأتمها، وامتحن في
(١) في (ب): الفضلي، وفي (ج): الفضيلي.
(٢) في (ج): عالما.
(٣) في (ب) و (ج): لا يمارى.
(٤) في (ج): زينة.
(٥) إرشاد المؤمنين إلى معرفة نهج البلاغة المبين (شرح نهج البلاغة) (خ) سنة ١٠٩٣ هـ الأمبروزيانا (٧) D وأخرى بمكتبة الجامع الكبير في ثلاثة مجلدات (٣٧٣) (كلام)، ثالثة بنفس المكتبة (١٧٨).
(٦) حاشية على البدر الساري. لم أجد له نسخة خطية.