طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين

صفحة 1242 - الجزء 3

  يزل كذلك حتى تظلع من العلوم العقلية والنقلية، واقترع هضبات الكمالات العلمية، وبذ في الفضائل الغريزية والاكتسابية، وتصرف قلمه في صناعتي⁣(⁣١) النظم والنثر، واشتهر ذكره في الأقطار برا وبحرا، ولاحت عليه أسرار الخلافة، وأقبل على نشر العلم وتدريسه، وتشييد قواعده وتأسيسه، وكان هذا دأبه من عنفوان شبابه، إلى أن رفع اللّه روحه المقدس إلى كريم جنانه⁣(⁣٢).

  وأخذ عنه العلم عدة من الناس، وله من التصانيف كتاب (الأثمار)⁣(⁣٣) الذي اشتهر بالتحقيق، كان الفراغ من تأليفه في رمضان سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة، واعتنى بشرحه جماعة منهم: ابن بهران، وابن حميد، وصالح بن صديق الشافعي، ولولده عبد اللّه على المقدمة، شرحان بسيط ووجيز، وله من الرسائل وأجوبة المسائل والحواشي على مشكلات المسائل، وغير ذلك مما يطول شرحه، وكان له عبادة مشهورة، كان يرقد قليلا ويقوم إلى محرابه طويلا، ويقبل على الأذكار إلى طلوع الشمس، ثم يقرأ القرآن ويدرس ويقضي حوائج الناس.

  قال ابن حابس، ولما بلغ من العلوم النهاية دعا في الظفير في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، ولم تظهر كلمته إلا بعد موت الإمام الحسن، وله حسن السياسة، وبلوغ الغاية في الرياسة، دوخ الأرض، وأقام السنة والفرض، ودخل تحت طاعته الأشراف والقبائل وعلماء الوقت رغبا ورهبا، افتتح صنعاء سنة ٩٢٤ هـ، وتقدم إلى صعدة سنة أربعين وتسعمائة وفيها وصل يحيى حميد بشرحه، وسمع الناس


(١) في (ب): في صنعاء على النظم والنثر، وفي (ج): في صنعاء عن النظم والنثر.

(٢) في (أ): جنابه.

(٣) الأثمار في فقه الأئمة الأطهار (مختصر الأزهار) عليه شروح كثيرة منها شرح محمد بن يحيي بهران، ويحيى المقراني، والأثمار كتاب شهير متوفر (مخطوط) الجامع الكبير غربية رقم (٣٣٧)، ومختصر الأخمار والوابل (١٦) (مجاميع) أوقاف، وفيها أخرى رقم (١٢٦٩) وفي الامبروزيانا عدة نسخ وفي الفاتيكان رقم (٩١٨) وفي ميونخ (٩).