أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي
  وأجل مشايخه بالقراءة والسماع شيخ الإسلام أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وعالم الحنفية الكمال بن الهمام، وشيخ الإسلام علم الدين وشيخ الإسلام(١) سراج الدين البلقيني، هؤلاء أجل مشايخ زكريا، ثم شيخنا عبد الحق السنباطي، ثم شيخ مشايخنا بالإجازة الخاصة، وشيخنا بالإجازة العامة لأنه أجاز لمن أدرك حياته وإني ولدت قبل موته بثلاث سنين فكنت ممن شملته إجازته، وقرأ في الفقه على جماعة كالناصر اللقاني(٢)، والشنشوري، وابن الطحان، والشهاب البطوي(٣)، والسيد الحطابي، والشمس المهالي، والدلجي(٤)، وابن الصائغ، والعبادي، وغيره حتى أجازوه في آخر سنة تسع وعشرين وتسعمائة بالإفتاء والتدريس والتأليف من غير سؤال منه، ثم حج سنة ثلاث وثلاثين، ثم عاد إلى مصر، ثم حج سنة سبع وجاور سنة ثمان، ثم سافر إلى مصر، ثم رجع مكة ونوى الاستيطان، ثم ألّف المؤلفات في الحديث وغيره، وكان لا يرى خاليا إلا يكتب في تأليف أو فتيا أو تدريس أو يطالع في آخر أمره، ثم ابتدأه المرض في رجب وتوفي ضحوة الاثنين الثالث والعشرين من رجب سنة ٩٧٤ هـ، ودفن في المعلاة بالقرب من مصلب(٥) ابن الزبير، وله سند عالي، وهو أن شيخه ابن أبي الحمائل اجتمع بجني تابعي من أصحاب بعض الجن الذي اجتمعوا بالنبي ÷ وأقرأهم بعض
(١) في (ج): علم الدين بن شيخ الإسلام.
(٢) في شذرات الذهب الشمس اللقاني، وفي فهرس الفهارس هنالك ناصر الدين اللقاني وشمس الدين اللقاني أخوان، أمّا الشنشوري فهو بهاء الدين محمد العجمي المصري. انظر فهرس الفهارس ص (٩٣، ٢١٦، ٤١٠، ١٠٢٠).
(٣) في شذرات الذهب (٤/ ٣٧) والشهاب الرملي والطبلاوي وشهاب ابن النجار الحنبلي وشهاب ابن الصائغ، وفي فهرس الفهارس شمس الدين الدلجي ص (٦٢٠، ٦٦٨، ٨٨٩).
(٤) في شذرات الذهب: والشمس المشهدي والشمس السمهودي.
(٥) في (ج): معب.