علي بن أحمد السلمي المكي
  بها من الشيخ خليل المالكي، والعز بن جماعة، والعفيف اليافعي والجمال بن عبد المعطي والكمال بن حبيب ومن غيرهم.
  واشتغل وعني بطلب الحديث، ورحل إلى بغداد في أواخر سنة سبعين، فأقام بها مدة فسمع بها من جماعة من المسندين، وسافر من بغداد إلى دمشق سنة أربع وسبعين، فسمع بها من العماد بن كثير وابن أميلة والصلاح بن أبي عمرو وحسن بن الهبل والتقي بن رافع وابن قوالج وابن قاضي الرنداني وابن قاضي شهبة ومن غيرهم، وسافر إلى القاهرة فسمع من جماعة منهم عبد الرحمن بن الداري، والبهاء بن خليل، والجمال الياجي والحزاوي والتقي البغدادي وغيرهم، وأقام بالقاهرة سنتين ثم عاد إلى مكة ودخل في آخر سنة تسعين إلى الإسكندرية فسمع من بعض شيوخها، وأجاز له أحمد بن النجم وأحمد بن عبد الكريم البعلي وعمر بن إبراهيم التقني ومحمد بن أبي بكر السوقي وغيرهم.
  وقرأ القراءات السبع على يحيى بن صفوان، وبالقاهرة على التقي البغدادي وشمس الدين العسقلاني وأذنوا له في الإقراء، وتوغل في علم القراءات وأقرأها الناس بمكة كثيرا وتفقه بابن الملقن والأبناسي، وبالشام بشمس الدين بن قاضي شهبة وأذنوا له في الإفتاء والتدريس.
  وأخذ في النحو بمكة على أبي العباس بن المعطي وشمس الدين العماري ودرس كثيرا في الفقه وأفتى قليلا، وباشر الشهادة في المسجد الحرام، وكان فقيها فاضلا في فنون عالما عارفا بالقراءات السبع والفقه، كثير التواضع حسن العشرة للناس مع التأله والتعبد، له ورد في الليل، وفيه خير ومروه، وعلى ذهنه أحاديث حديثية وأدبية يذاكر بها، وله نظم وصار بآخره مسند الحجاز، حدث بالكثير من مسموعاته سمع منه الفضلاء.