طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

عيسى بن محمد الثعالبي

صفحة 1540 - الجزء 3

  وأخذ عنه جماعة من اليمن والشام وغيره، فمن الشام وما والاه، إبراهيم بن الحسن الكردي الكوارني، والشيخ الحسن بن علي العجيمي، ومن اليمن شيخ شيخنا علي بن محمد العقيبي، وشيخنا أيضا ولده محمد بن علي العقيبي بالإجازة، ومن الزيدية القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال أجازه إجازة عامة.

  قلت: وأثنى عليه القاضي كثيرا، وكذلك شيخنا محمد بن علي العقيبي.

  قال القاضي: هو الشيخ الناسك المجتهد الصوام القوام أستاذ الحرمين جميعا، هاجر بمكة حتى لقي اللّه، وكان لا يحلق رأسه إلا بعد غمره من الجعرانة⁣(⁣١) وكان يقيم بالمدينة شعبان ورمضان وأياما من الشهور بعدهما حتى يرتحل الحجيج إلى مكة فيسير معهم، ويدرس بالحرم النبوي من يوم وصوله ومبيته داخل المسجد في موضع لا يؤذن لأحد غيره فيه، وصنف معجما في مشيخته يخرج في أكثر من مجلد.

  قال القاضي أحمد: ثم طلبته الإجازة فأجازني إجازة عامة.

  قلت: وكان حج القاضي سنة إحدى وسبعين وألف سنة، وأخبرني محمد بن أحمد بن عيسى المغربي أيام وصوله إلى تعز، قال: توفي عيسى | في خامس وعشرين شهر رجب يوم الخميس سنة ألف وثمانين، وصلي عليه عصر ذلك اليوم، ودفن في المقبرة في مكة رحمة اللّه عليه.

  قلت: فنبدأ بما تيسر من مسانيد الشيخ أبي الإرشاد علي بن محمد


(١) الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي ÷ لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين، وأحرم منها، وله فيها مسجد، وبها آبار متقاربة، قال ياقوت في ضبطها: الجعرانة بكسر أوله إجماعا، ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الإتقان والأدب يخطئونهم ويسكنون العين ويخففون الراء، معجم البلدان (٢/ ١٤٢).