الحسن بن أحمد الحيمي
  لابن حجر وأخذ أيضا على علي بن عبد اللّه المهلا، وغيره.
  وأخذ عنه(١) القاضي أحمد بن صالح وغيره، وقال: كان من عيون الزمان، وحيدا في صفات الفضل، منقطع القرين، يعد من الحكام، وهو من العلماء الجلة محقق في الفقه، وأشرف على العربية [بآخره](٢)، وأشرف على أيام العرب إشرافا كليا، وعلى الأمثال، وعرف الحديث، ومع ذلك فهو معدود من أعيان الدولة المؤيدية المحمدية؛ فإنه صحب الإمام المؤيد باللّه محمد بن القاسم، وكان سفيرا له إلى ولده أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين(٣) إلى جهة يافع(٤) فأحسن السفارة وحمدت آثاره، وكان بعد ذلك أحد أساطين الدولة المتوكلية، ووجهه الإمام إلى مدينة دبليا من أعمال الحبشة، وقصته معروفة مشهورة(٥)، وله أشعار.
  قلت: وترجم له القاضي ترجمة طويلة؛ لأنه كانت بينهما محبة خالصة وألفه ومودة، توفي في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وألف، وعمر عليه ولده مشهد.
(١) في (ج): وأخذ عليه.
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (ب): ابن القاسم.
(٤) يافع: بلد متسع في الجنوب الشرقي من صنعاء على مسافة سبع مراحل فيه بلدان ومزارع ونسب قبائل يافع في حمير، وتتصل بلاد يافع من شماليها ببلاد رداع، ومن غربيها بوادي بناء النافذ إلى أبين، مجموع الحجري (٤/ ٧٧٣).
(٥) ورحلته إلى الحبشة كتبها بنفسه وتسمى (حديقة النظر وبهجة الفكر في عجائب السفر) منها نسخة برقم (٧٠) تاريخ غربية ومنه نسخة باسم الروضة الندية في تحقيق الرحلة الحبشية في مجموعة (٢١٦) غربية ومنه نسخة في مكتبة السيد محمد بن محمد الكبسي.
وهو من الكتب الجيدة في أدب الرحلات طبع في ألمانيا، ثم أعيد طبعه في مصر سنة ١٩٥٨ م، ثم سنة ١٩٧٢ م.