طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)

صفحة 2 - الجزء 1

  زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، فأمامنا وبين أيدينا تراث عظيم، نقي، خالص من الشوائب، صافي المنبع، نقي المشرب، عذب زلال، تناقله وحمله أئمة الآل، لإنقاذ الأمة من الوبال. وفي العمل على إخراجه إلى النور ونشره بين الناس المخرج من حوالك المهالك، إلى سبيل الأنوار الواضح المسالك. وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

  وقد رأينا في هذه السنوات القليلة الكثير من الأعمال الجليلة، وظهرت بحمد اللّه عشرات الكتب والرسائل التي كانت حبيسة الخزائن والأدراج، فعم نفعها، وعظم أثرها وأثمرت غروسها، في وعي ناضج وبصيرة نافذة، وها هي المكتبات ومراكز البحوث والصف والتحقيق تعم وتنتشر وكتب التراث يتوالى صدورها في ظل ظروف حرجة، وقلة إمكانيات، ومحدودية تفاعل من القادرين والموسرين من أبناء هذا الفكر العظيم، لكن العزم والتصميم والاصرار من المخلصين سيتجاوز العقبات والصعاب بعون المولى جل وعلا.

  وهذا الكتاب العظيم الذين بين أيدينا اليوم (طبقات الزيدية الكبرى - القسم الثالث) أحد أهم الكتب التي نرجو اللّه سبحانه وتعالى أن ينفع بها، هو من سلسلة كبيرة من كتب التراث التي سترى النور قريبا بعد الانتهاء من صفها وتحقيقها في شتى الفنون، يعمل على إنجازها فريق من المحققين والمصححين والطباعين والإداريين تحت رعاية مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية التي يديرها شباب أتقياء أنقياء مخلصون عاملون بصمت وتضحية بالجهد والوقت والمال في سبيل خدمة الفكر والتراث، فإليهم أولا ينتمي هذا العمل المتواضع، وبهم وبجهودهم يرى النور، وكلنا رجاء وأمل بالمولى جل وعلا أن يتقبل هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.

  ولا يفوتني هنا وقبل الدخول في عجالة عابرة عن المؤلف والكتاب والعمل في تحقيقه أن أعترف بالقصور وقلة الباع وضآلة الاطلاع وعجز اليراع، داعيا كل أخ