باب العين المهملة
  هجرة الحدب، ولم يعرفه الطلبة، وأقام أياما لا يعرفون اسمه، وكان القاضي يكره بقاء الإمام عنده، واعتذاره من القراءة ولم يقبل(١) دعاء الإمام، ثم تودعه من العر، وكان الطلبة قد شغفوا به فأرادوا مفارقة سيدنا واتهموا فيه من كراهة أهل البيت $ فلما عرف ذلك قال: يا فقهاء هذا إمام الأمة وكذا وكذا وبلادكم قد غلب(٢) عليها الترك فلا نأمن أن يرغب في البقاء فيظهر اسمه فيقبضوه من عندنا، قال الطلبة: فاستغفرنا اللّه وعدنا، ذكره في السيرة من رواية القاضي علي بن سعيد الظفاري.
  قلت: ولا يخلو من فائدة، وكان وفاة عبد الرحمن في شوال سنة ثلاث وألف، وقبره بجربة الروض، وقد يلتبس بأحد اثنين الأول عبد الرحمن بن محمد الآتي، وعبد الرحمن بن عبد اللّه الذي تولى القضاء بالحيمة، انتهى(٣).
(١) في (ج): فلم يقبل الإمام.
(٢) في (ب): قد علت.
(٣) حاشية في (أ): قال يحيى بن الحسين بن القاسم في الطبقات في ترجمة القاضي عبد الرحمن الحيمي المذكور: ورأيت بخطه في (الأنوار شرح الأربعين السيلقية) ما لفظه: هذه تسمى السيلقية نسبة إلى أحد رواتها وهو أبو طالب الحسن بن محمد بن مهدي الحسيني، العلوي، السيلقي، عن السيد أبي طالب علي بن الحسين، عن المصنف السيد الشريف أبي القاسم زيد بن عبد اللّه بن مسعود الهاشمي ¥: زعم الذهبي أن زيدا هذا أتهم بوضع أربعين في الأخبار، قاله البناني، قال شيخنا في الدين علي بن الإمام أمير المؤمنين: لكن يكفينا عن هذا إجماع أصحابنا على قبولها وقراءتها والجهر بها وشرحها قلت: والادعاء أن فيها إدراج من قول الصحابة والتابعين لا من قول سيد المرسلين فإنه خلطها بذلك كما رأيته في خطبتها لمصنفها بنسخة صحيحة قديمة ذكر هذا فيها وإنما صار يحذف الخطبة المتأخرون فليس كل أحاديثها مرفوعة إلى النبي ÷ أصلا باعتراف مصنفها قال: وقد أجازنيها شيخي إجازة تتصل بالمصنف وأنا الفقير إلى اللّه عبد الرحمن بن عبد اللّه ختم اللّه لي ولإخواني برضوانه ... آمين. وكتب في شهر جماد سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة. واللّه أعلم المحتاج نقله بلفظه.