الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد
  ذلك له ورع شحيح وكرم وزهادة، وأرسله الإمام المتوكل على اللّه إلى مكة للإقراء بها، فأقام بها أياما درس بها في (الغيث) و (الأساس) و (الفصول اللؤلؤية)، وكان مسكنه أولا في بلد أبيه في هجرة معمرة بفتح الميم وسكون المهملة وفتح(١) الميم وسكون المهملة أيضا، وكان رحلة للعلماء والمتعلمين، ملاذا للطالبين يقري الضيف ويلقاهم بخلق كريم، ويخدمهم بنفسه، وكان أويس زمانه في الورع لا يعتني بأمر المعاش ولا اللباس، ولا بفترش إلا الخشن من الفراش، ويحمل حاجة بيته بنفسه تواضعا ولا يأكل إلا مع ضيف، ومع هذا فلا يفتر لسانه عن ذكر اللّه إلا لتدريس أو تأليف أو صلاة، ثم ارتحل آخر مدته إلى هجرة القويعة بضم القاف وفتح الواو وتحتية مثناة ساكنة ثم مهملة، من مخاليف الشرف الأعلى فدرس بها وأحيا فيها حتى توفاه اللّه في شهر [بياض في المخطوطات] من شهور سنة تسع وثمانين وألف سنة، وقبره بها مشهور مزور.
٧٦١ - الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد(٢)
  [٥٢٧ - ٦٠٠ هـ]
  يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن المعتضد باللّه عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الهدوي، الأمير الكبير شمس الدين داعي أمير المؤمنين.
(١) في (ج): وسكون المهملة والمهملة أيضا.
(٢) الجواهر المضيئة عن الطبقات (خ)، مطلع البدور (خ) إجازات الأئمة (خ)، مآثر الأبرار (خ)، اللآلئ المضيئة، مشجر السيد صلاح الجلال (خ)، السيرة المنصورية (انظر الفهرس) مجموع مرسلات ومكاتبات الإمام عبد اللّه بن حمزة تحت الطبع بتحقيقنا.