الدين، إمام علم الكلام، وحافظ علوم أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام، في كل فن من الفنون، وسلك من مسالك العلم ما تقر به العيون، ثم ذكر من قرأ عليه كما ذكرناه في ترجمته |، ثم قال: فقد كان هذا القاضي يحفظ مجموعات القاسم والهادي وغيرهما من الأئمة $ ويمليها على ظهر قلبه غيبا بما يبهر⁣^(⁣١) العقول مع سائر علوم الكلام، فهو أحق بمن يمثل له فيما⁣^(⁣٢) قيل في أبي الهذيل:

  أظل أبو الهذيل على الكلام ... كأظلال الغمام على الأنام

  وقال السيد المطهر: كان بهشميا في كثير من المسائل، شيعيا في غيرها، وكان زاهدا ورعا، يفترش إهاب شاة ويدفأ بمثله، ولقد أراد علي بن المؤيد باللّه تلميذه وملازمه أن يجعل له شيئا مما يليق به فامتنع من ذلك⁣^(⁣٣)، وكان إقامته بصنعاء من أيام فتحها ودخول علي بن الإمام، ثم انتقل إلى ثلاء في أوائل مرضه ولم يلبث إلا يسيرا، حتى توفي في ذي القعدة ليلة الجمعة الثاني عشر منها عام ثماني وأربعين وألف بمنزله بمدينة ثلاء، وقبر بها أعاد اللّه من بركاته.

٣٤٨ - عبد الواسع بن عبد الرحمن القرشي⁣^(⁣٤)

  [١٠٢٦ - ١١٠٨ هـ]

  عبد الواسع بن عبد الرحمن بن محمد القرشي، الأموي، العلفي، ينتهي نسبه إلى

(١) في (ب) و (ج): مما يبهر.

(٢) في (ب) و (ج): أحق مما مثل له بما قيل، وفي (ج): أحق من يتمثل له بما.

(٣) في (ج): عن ذلك.

(٤) نشر العرف (٢/ ١٥٠ - ١٥١)، البدر الطالع (١/ ٤٠٩)، مصادر الحبشي (٢٨، ٢٩٢)، معجم المؤلفين (٦/ ٢١٥)، إيضاح المكنون (٢/ ٧١٣)، معجم المفسرين (١/ ٣٣٦)، هدية العارفين (١/ ٦٣٨)، الجواهر المضيئة (خ)، تأريخ اليمن لأبي طالب (١٥٢)، مؤلفات الزيدية (١/ ٢٦٣، ٤٤١، ٣/ ١٥٤)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (٦٥٦).