طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

محمد بن أحمد

صفحة 909 - الجزء 2

  إني إذا صغت في قاضي القضاة حلي ... مدحي⁣(⁣١) بظهر فكر بارح⁣(⁣٢) وفم

  رام الأقاصي حتى جاز غايتها ... تبارك اللّه ما ذا تصنع الهمم

  وقال السيد مطهر: كان عالما، بليغا، زاهدا فاضلا، عابدا، حليف القرآن، كثير الخلوات، وله في ذلك أخبار حسنة.

  وقال شيخنا: اختص ببلاغة قسية ونفس عصامية، وهبات حاتمية، سبق في كل فن، وأظهر من خفيات العلوم كل ما بطن، وكان بمجلس قراءته بركة تظهر، وفوائد تبهر، شاهدته من ورعه في البحث ما يقضي له بمتانة الدين وسلامة الباطن، وكثير ما يعترف اعتراف المنصف، وكان له العبارات المستعذبة⁣(⁣٣).

  قلت: ولم يزل مكبا على التدريس حتى كان آخر مدته، وتولى الخليفة المهدي محمد بن أحمد وطلبه إلى رداع، وأمره بالخطبة فكان الخطيب مدة وكان كبر وشاخ، ولكن تلك الشمائل باقية، فإني أدركته في سنة أربع ومائة وألف وهو يخطب، ثم طلع لزيارة أهله، ثم رجع حتى توفي برداع في شهر الحجة سنة ثمان ومائة وألف سنة - رحمة اللّه عليه -.

  قال السيد إبراهيم: لزم حضرة الإمام المهدي من سنة ثمان وتسعين إلى أن توفي في رداع وصلّى عليه المهدي، وكان خطيبه، انتهى (من الجزء الثاني).

٥٦٠ - محمد بن أحمد⁣(⁣٤)

  [٥٤٠ - ٦١٤ هـ]

  محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن


(١) في (أ) و (ب): جل.

(٢) في (ج): فارع.

(٣) في (ج): السعدية.

(٤) مآثر الأبرار (خ)، المستطاب (خ) مطلع البدور (خ)، الجامع الوجيز (خ)، اللآلي المضيئة.