سورة يونس
  {وَما كانَ لِنَفْسٍ} يعنى من النفوس التي علم أنها تؤمن {إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} أى بتسهيله وهو منح الألطاف {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} قابل الإذن بالرجس وهو الخذلان، والنفس المعلوم إيمانها بالذين لا يعقلون وهم المصرون على الكفر، كقوله {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} وسمى الخذلان رجسا وهو العذاب لأنه سببه. وقرئ: الرجز، بالزاي. وقرئ ونجعل، بالنون.
  {قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ١٠١}
  {ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} من الآيات والعبر {وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ} والرسل المنذرون، أو الإنذارات {عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} لا يتوقع إيمانهم، وهم الذين لا يعقلون وقرئ: وما يغنى، بالياء، و «ما» نافية، أو استفهامية.
  {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ١٠٢ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٣}
  {أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} وقائع الله تعالى فيهم، كما يقال «أيام العرب» لو قائعها {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا} معطوف على كلام محذوف يدل عليه قوله {إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} كأنه قيل: نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا، على حكاية الأحوال الماضية {وَالَّذِينَ آمَنُوا} ومن آمن معهم، كذلك {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم، ونهلك المشركين. و {حَقًّا عَلَيْنا} اعتراض، يعنى: حقّ ذلك علينا حقاً. وقرئ: ننجّ، بالتشديد.
  {قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٤}
  {يا أَيُّهَا النَّاسُ} يا أهل مكة {إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} وصحته وسداده، فهذا دينى فاسمعوا وصفه، واعرضوه على عقولكم، وانظروا فيه بعين الإنصاف، لتعلموا أنه دين