سورة الحجر
  وَمُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ
  يريد المطاوح جمع مطيحة. وقرئ: وأرسلنا الريح، على تأويل الجنس {فَأَسْقَيْناكُمُوهُ} فجعلناه لكم سقيا {وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ} نفى عنهم ما أثبته لنفسه في قوله {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ} كأنه قال: نحن الخازنون للماء، على معنى: نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، وما أنتم عليه بقادرين: دلالة على عظيم قدرته وإظهاراً لعجزهم.
  {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ ٢٣ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ٢٤ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ٢٥}
  {وَنَحْنُ الْوارِثُونَ} أى الباقون بعد هلاك الخلق كله. وقيل للباقي «وارث» استعارة من وارث الميت، لأنه يبقى بعد فنائه. ومنه قوله ÷ في دعائه «واجعله الوارث منا» {وَلَقَدْ عَلِمْنَا} من استقدم ولادة وموتاً، ومن تأخر من الأوّلين والآخرين. أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد. أو من تقدم في الإسلام وسبق إلى الطاعة