سورة الروم
  الفجر {وَعَشِيًّا} صلاة العصر. و {تُظْهِرُونَ} صلاة الظهر. وقوله {وَعَشِيًّا} متصل بقوله {حِينَ تُمْسُونَ} وقوله {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} اعتراض بينهما. ومعناه: إنّ على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه. فإن قلت: لم ذهب الحسن | إلى أنّ هذه الآية مدنية؟ قلت: لأنه كان يقول: فرضت الصلوات الخمس بالمدينة وكان الواجب بمكة ركعتين في غير وقت معلوم. والقول الأكثر أنّ الخمس إنما فرضت بمكة. وعن عائشة ^: فرضت الصلاة ركعتين فلما قدم رسول الله ÷ المدينة أقرّت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر. وعن رسول الله ÷ «من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ... الآية» وعنه # «من قال حين يصبح {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} - إلى قوله - {وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ} أدرك ما فاته في يومه. ومن قالها حين يمسى أدرك ما فاته في ليلته» وفي قراءة عكرمة: حينا تمسون وحينا تصبحون. والمعنى: تمسون فيه وتصبحون فيه، كقوله {يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} بمعنى فيه {الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} الطائر من البيضة، و {الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ} البيضة من الطائر. وإحياء الأرض: إخراج النبات منها {وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ} ومثل ذلك الإخراج تخرجون من القبور وتبعثون. والمعنى: أنّ الإبداء والإعادة متساويان في قدرة من هو قادر على الطرد والعكس من إخراج الميت من الحىّ وإخراج الحي من الميت وإحياء الميت وإماتة الحي. وقرئ: الميت، بالتشديد. وتخرجون، بفتح التاء.
  {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ٢٠ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٢١}
  {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ} لأنه خلق أصلهم منه. و {إِذا} للمفاجأة. وتقديره: ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا منتشرين في الأرض، كقوله {وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً}. {مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً} لأن حوّاء خلقت من ضلع آدم #، والنساء بعدها خلقن من أصلاب الرجال. أو من شكل أنفسكم وجنسها، لا من جنس آخر، وذلك لما بين الاثنين من جنس واحد من الألف والسكون،