الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الشورى

صفحة 225 - الجزء 4

  منهم. ومنه قوله تعالى {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ} وإنما يخرج من الملح. ويجوز أن يكون للملائكة $ مشى مع الطيران. فيوصفوا بالدبيب كما يوصف به الأناسى. ولا يبعد أن يخلق في السماوات حيوانا يمشى فيها مشى الأناسى على الأرض، سبحان الذي خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق. {إِذا} يدخل على المضارع كما يدخل على الماضي. قال الله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى} ومنه {إِذا يَشاءُ} وقال الشاعر:

  وإذا ما أشاء أبعث منها ... آخر اللّيل ناشطا مذعورا

  {وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ٣٠ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ٣١}

  في مصاحف أهل العراق {فَبِما كَسَبَتْ} بإثبات الفاء على تضمين «ما» معنى الشرط. وفي مصاحف أهل المدينة «بما كسبت» بغير فاء، على أنّ «ما» مبتدأة، وبما كسبت: خبرها من غير تضمين معنى الشرط. والآية مخصوصة بالمجرمين، ولا يمتنع أن يستوفى الله بعض عقاب المجرم ويعفو