الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الدخان

صفحة 276 - الجزء 4

  أن الرهو الفجوة الواسعة. وعن بعض العرب: أنه رأى جملا فالجا فقال: سبحان الله، رهو بين سنامين، أى: اتركه مفتوحا على حاله منفرجا {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} وقرئ بالفتح، بمعنى: لأنهم.

  {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٢٥ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ ٢٦ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ ٢٧}

  والمقام الكريم: ما كان لهم من المجالس والمنازل الحسنة. وقيل: المنابر. والنعمة - بالفتح - من التنعم، وبالكسر - من الإنعام. وقرئ: فاكهين وفكهين.

  {كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ ٢٨ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ٢٩}

  {كَذلِكَ} الكاف منصوبة على معنى: مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها {وَأَوْرَثْناها} أو في موضع الرفع على الأمر كذلك {قَوْماً آخَرِينَ} ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين ولا ولاء، وهم بنو إسرائيل: كانوا متسخرين مستعبدين في أيديهم، فأهلكهم الله على أيديهم، وأورثهم ملكهم وديارهم. إذا مات رجل خطير قالت العرب في تعظيم مهلكه: بكت عليه السماء والأرض، وبكته الريح، وأظلمت له الشمس. وفي حديث رسول الله ÷: «ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض» وقال جرير:

  تبكى عليك نجوم اللّيل والقمرا