الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الحشر

صفحة 503 - الجزء 4

  خولا، ومال الله دولا، يريد: من غلب منهم أخذه واستأثر به. وقيل: «الدولة» ما يتداول، كالغرفة: اسم ما يغترف، يعنى: كيلا يكون الفيء شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه، فلا يصيب الفقراء. والدولة - بالفتح -: بمعنى التداول، أى: كيلا يكون ذا تداول بينهم. أو كيلا يكون إمساكه تداولا بينهم لا يخرجونه إلى الفقراء. وقرئ دولة بالرفع على «كان» التامة كقوله تعالى: وإن كان ذو عسرة، يعنى كيلا يقع دولة جاهلية ولينقطع أثرها أو كيلا يكون تداول له بينهم. أو كيلا يكون شيء متعاور بينهم غير مخرج إلى الفقراء {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ} من قسمة غنيمة أو فيء {فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ} عن أخذه منها {فَانْتَهُوا} عنه ولا تتبعه أنفسكم {وَاتَّقُوا اللهَ} أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه {إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} لمن خالف رسوله، والأجود أن يكون عاما في كل ما أتى رسول الله ÷ ونهى عنه، وأمر الفيء داخل في عمومه. وعن ابن مسعود رضى الله عنه: أنه لقى رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له: انزع عنك هذا فقال الرجل: اقرأ علىّ في هذا آية من كتاب الله. قال: نعم، فقرأها عليه.

  {لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ٨}

  {لِلْفُقَراءِ} بدل من قوله {لِذِي الْقُرْبى} والمعطوف عليه والذي منع الإبدال من: لله