سورة المنافقون
  ما زلت تحسب كلّ شيء بعدهم ... خيلا تكرّ عليهم ورجالا
  يوقب على {عَلَيْهِمْ} ويبتدأ {هُمُ الْعَدُوُّ} أى الكاملون في العداوة: لأنّ أعدى الأعداء العدوّ المداجى، الذي يكاشرك وتحت ضلوعه الداء الدوىّ {فَاحْذَرْهُمْ} ولا تغترر بظاهرهم. ويجوز أن يكون {هُمُ الْعَدُوُّ} المفعول الثاني، كما لو طرحت الضمير. فإن قلت: فحقه أن يقال: هي العدوّ. قلت: منظور فيه إلى الخبر، كما ذكر في {هذا رَبِّي} وأن يقدر مضاف محذوف على: يحسبون كل أهل صيحة {قاتَلَهُمُ اللهُ} دعاء عليهم، وطلب من ذاته أن يلعنهم ويخزيهم. أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} كيف يعدلون عن الحق تعجبا من جهلهم وضلالتهم.
  {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ٥ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ٦}
  {لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ} عطفوها وأمالوها إعراضا عن ذلك واستكبارا. وقرئ بالتخفيف والتشديد للتكثير.
  {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ٧ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ٨}
  روى أن رسول الله ÷ حين لقى بنى المصطلق على المريسيع وهو ماء لهم وهزمهم وقتل منهم: ازدحم على الماء جهجاه بن سعيد أجير لعمر يقود فرسه،