سورة الفجر
  الكسرة. وقيل: معنى «يسرى» يسرى فيه {هَلْ فِي ذلِكَ} أى فيما أقسمت به من هذه الأشياء {قَسَمٌ} أى مقسم به {لِذِي حِجْرٍ} يريد: هل يحق عنده أن تعظم بالإقسام بها. أو: هل في إقسامى بها لذي حجر، أى: هل هو قسم عظيم يؤكد بمثله المقسم عليه. والحجر: العقل، لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي، كما سمى عقلا ونهية، لأنه يعقل وينهى. وحصاة: من الإحصاء وهو الضبط. وقال الفراء: يقال: إنه لذو حجر، إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها، والمقسم عليه محذوف وهو «ليعذبن» يدل عليه قوله {أَلَمْ تَرَ} إلى قوله {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ}
  {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ ٦ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ٧ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ ٨ وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ١٠ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ١١ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ١٤}
  قيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عاد، كما يقال لبنى هاشم: هاشم. ثم قيل للأوّلين منهم عاد الأولى وإرم، تسمية لهم باسم جدّهم، ولمن بعدهم: عاد الأخيرة. قال ابن الرقيات:
  مجدا تليدا بناه أوّله ... أدرك عادا وقبلها إرما
  فإرم في قوله {بِعادٍ إِرَمَ} عطف بيان لعاد، وإيذان بأنهم عاد الأولى القديمة. وقيل {إِرَمَ} بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها ويدل عليه قراءة ابن الزبير: بعاد إرم، على الإضافة. وتقديره: بعاد أهل إرم، كقوله {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} ولم تنصرف قبيلة كانت أو أرضا للتعريف والتأنيث. وقرأ الحسن: بعاد أرم، مفتوحتين. وقرئ: بعاد إرم، بسكون الراء على التخفيف، كما قرئ: بورقكم. وقرى: بعاد إرم ذات العماد، بإضافة إرم إلى ذات العماد، والإرم: العلم، يعنى: بعاد أهل أعلام ذات العماد. و {ذاتِ الْعِمادِ} اسم المدينة. وقرئ: بعاد إرمّ ذات العماد، أى جعل الله ذات العماد رميما بدلا من فعل ربك، وذات العماد إذا كانت صفة للقبيلة، فالمعنى: أنهم كانوا بدويين أهل عمد، أو طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة. ومنه قولهم: رجل معمد وعمدان: إذا كان طويلا. وقيل: ذات البناء الرفيع، وإن كانت صفة