الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة التوبة

صفحة 247 - الجزء 2

  فقال عليه الصلاة والسلام: لا نصرت إن لم أنصركم» وقرئ: لم ينقضوكم، بالضاد معجمة أى لم ينقضوا عهدكم. ومعنى {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ} فأدّوه إليهم تامّاً كاملا. قال ابن عباس رضى الله عنه: بقي لحىّ من كنانة من عهدهم تسعة أشهر، فأتمّ إليهم عهدهم.

  {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥}

  انسلخ الشهر، كقولك انجرد الشهر، وسنة جرداء. و {الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} التي أبيح فيها للناكثين أن يسيحوا {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} يعنى الذين نقضوكم وظاهروا عليكم {حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} من حلّ أو حرم {وَخُذُوهُمْ} وأسروهم. والأخيذ: الأسير {وَاحْصُرُوهُمْ} وقيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد. وعن ابن عباس رضى الله عنه: حصرهم أن يحال بينهم وبين المسجد الحرام {كُلَّ مَرْصَدٍ} كلّ ممرّ ومجتاز ترصدونهم به، وانتصابه على الظرف كقوله {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ