الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 84 - الجزء 1

  ونقمنا عليه أنّه شكّ في نفسه حين أمر الحكمين أن ينظرا، فإن كان معاوية أولى بالأمر ولّوه، فإن شك في نفسه فنحن أعظم فيه شكّا.

  ونقمنا عليه أنّه كان وصيّا فضيع الوصية، ونقمنا عليك يا ابن عباس حيث جئت ترفل إلينا في حلّة حسنة تدعونا إليه. فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين قد سمعت ما قال القوم، فقال علي #: لا ترتابنّ ظفرت بهم والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، نادهم: ألستم ترضون بما أتيتكم به من كتاب الله لا تجهلون به، وسنة رسول الله ÷ لا تنكرونه؟ قالوا: اللهم بلى، قال: أبدا بما بدأتم به على مدار الأمر أنا كاتب رسول الله ÷ حيث كتب: من محمد رسول الله إلى سهيل بن عمرو وصخر بن حرب ومن قبلهما من المشركين عهدا إلى مدة، فكتب المشركون: إنا لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك، فاكتب إلينا باسمك فإنه الذي نعرف، واكتب إلينا ابن عبد الله، فأمرني فمحوت رسول الله وكتبت ابن عبد الله، وكذلك كتبت إلى معاوية من علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومن قبلهما من الناكثين عهدا إلى مدة فكتبوا إنا لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما قاتلناك، فاكتب إلينا من علي بن أبي طالب نجبك، فمحوت أمير المؤمنين وكتبت ابن أبي طالب كما محى رسول الله ÷ وكما كتب، فإن كنتم تلغون أن محاها وتلغون رسول الله أن محاها ولا تثبتونه فالغوني ولا تثبتوني، وإن أثبتموه فإن الله تعالى يقول: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}⁣[الحشر: ٧]، وقال: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١] (فاستننت برسول الله ÷، قالوا: صدقت هذه بحجتنا هذه. قال: وأما قولكم: إني قسمت بينكم ما حوى العسكر يوم البصرة وأحللت الدماء ومنعتكم النساء