الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 88 - الجزء 1

  الناس عليهم فقتلوهم فلم ينج منهم تمام عشرة، فقال: ائتوني بذي الثدية فإنه في القوم، فقلب الناس القتلى فلم يقدروا عليه، فأتي فأخبر بذلك، فقال: الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت وإنه لفي القوم، ثم قال: ائتوني بالبغلة فإنها هادية، فركبها ثم انطلق حتى وقف على قليب، ثم قال: قلّبوا فقلبوا سبعة من القتلى فوجدوه ثامنهم، فقال: الله أكبر هذا ذو الثدية، والذي خبّرني رسول الله ÷ أنه يقتل مع شرّجيل، ثم قال: تفرقوا فلم يقاتل معه الذين كانوا اعتزلوا، كانوا وقوفا على حدة، وقد كان # قال لأصحابه: إنه لا يقتل منكم عشرة، ولا ينجو منهم عشرة، فكان الأمر كما قال⁣(⁣١).

  وقد روينا في الخوارج عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ قال:

  «تمرق مارقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».⁣(⁣٢) وروينا عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «كلاب أهل النار الخوارج»⁣(⁣٣).

  وروينا بالإسناد إلى عبد الله بن مسعود قال: أمر عليّ # بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين.⁣(⁣٤) وعن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله ÷ «بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فقلنا: يا رسول الله أمرتنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فمع من؟ قال: مع علي بن أبي طالب».

  والمراد بالناكثين: طلحة والزبير وأصحابهم؛ لأنهم نكثوا بيعة أمير المؤمنين ~. وبالقاسطين: معاوية وأصحابه؛ لأنهم قسطوا


(١) المصابيح ٣٢٦، وشرح نهج البلاغة (٢/ ٢٧٥ - ٢٧٧).

(٢) صحيح مسلم رقم ١٠٦٤، وسنن أبي داود رقم ٤٦٦٧، ومسند أحمد ١١٢٩٣، وفتح الباري رقم ٦٥٣٢، والسنن الكبرى رقم ٨٥١١، مسند أبي يعلى رقم ١٢٤٦،.

(٣) ابن ماجة رقم ١٧٣، والمعجم الكبير رقم ٨٠٣٣، ٨٠٣٤، ٨٠٣٦، ٨٠٤٢، ومسند الطيالسي رقم ١١٣٦، ومسند أحمد بن حنبل رقم ١٩١٥٣، ١٩٤٣٤، مسند الحميدي رقم ٩٠٨.

(٤) الحاكم ٣/ ١٥٠ رقم ٤٤٧، والمعجم الكبير ١٠/ ٩١ رقم ١٠٠٥٣.