الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 98 - الجزء 1

  وصيتي بالله ø: فلا تشركوا به شيئا، ومحمدا ÷ فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين، حمّل كل امرئ منكم مجهوده، وخفف عن العجزة ربّ كريم رحيم، ودين قويم، وإمام عليم، كنتم في إعصار وذرو رياح، تحت ظل غمامة اضمحل راكدها، ليعظكم خفوتي وسكون أطرافي، إنه لأوعظ لكم من نطق بليغ. ودّعتكم وداع امرئ مرصد للتلاق، غدا ترون أيامي، ويكشف لكم عن سرائري، فعليكم السلام إلى يوم اللزام، كنت بالأمس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغدا أفارقكم. فإن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالقيامة ميعادي، عفى الله عني وعنكم⁣(⁣١).

  توفى # ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين. وولي غسله ابنه الحسن بن علي @، وعبيد الله بن العباس، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه ابنه الحسن بن علي @، وكبر خمس تكبيرات، ودفن عند صلاة الصبح أولا في الرحبة مما يلي باب كندة، ثم نقل ليلا إلى الغري⁣(⁣٢). وذكر السيد أبو طالب أن المشهور أن زيد بن علي @ قال لأصحابه - وهم يسلكون معه طريق الغريّ -: أتدرون أين نحن؟ نحن في رياض الجنة، نحن في طريق قبر أمير المؤمنين⁣(⁣٣). قال: ومن المعلوم الذي لا يخفى على من نظر في الأخبار أن جعفر بن محمد حضر الموضع وزار القبر، وقال لابنه إسماعيل: هذا قبر جدك أمير المؤمنين⁣(⁣٤).

  وروي عن الحسن بن علي @ أنه قال: حملناه ليلا ودفناه بالغري⁣(⁣٥). فهذا كلام سادة العترة $، فكيف تدعى النواصب أن


(١) أمالي أبي طالب ١٨٨ - ١٨٩.

(٢) مقاتل الطالبين ٤١، المصابيح ٣٣٩.

(٣) الإفادة ٣٠ - ٣١، والأمالي ٧٩، والمصابيح ٣٣٩ - ٣٤٠.

(٤) الإفادة ٣١.

(٥) الإفادة ٣١.