الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 99 - الجزء 1

  موضع القبر ليس بمعلوم! لولا عمى بصائرهم وشدة انحرافهم عن أهل بيت النبي ÷.

  وروينا بالإسناد عن الأسود الكندي والأجلح قالا: توفي أمير المؤمنين علي # وهو ابن أربع وستين سنة، قال السيد أبو طالب #: وهو الأصح⁣(⁣١).

  وعن جعفر بن محمد قال: قتل علي # وهو ابن ثمان وخمسين، وعن محمد بن الحنفية لما جاوز خمسا وستين سنة قال: جاوزت سن أبي بسنتين.

  ولما دفن عليه الصلاة والسلام، دعا الحسن بن علي @ - بعد دفنه أباه ابن ملجم لعنه الله فأتي به فأمر بضرب عنقه، فقال له: إن رأيت أن تأخذ عليّ العهود أني أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك بعد أن أمضي إلى الشام فأنظر ما صنع صاحبي بمعاوية فإن كان قتله وإلا قتلته، ثم عدت إليك فتحكم فيّ بحكمك؟ فقال له الحسن #: هيهات، والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار، ثم ضربت عنقه، فاستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته منه، فوهبها لها، فأحرقتها بالنار⁣(⁣٢).

  وروينا بالإسناد عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق غازيا فدخلت على عبد الملك بن مروان، فإذا هو على فرش يفوت القائم، والناس سماطين بين يديه فسلمت، فأخذت مجلسا، فقال: يا ابن شهاب، أتعرف ما كان في بيت المقدس صباح ليلة قتل فيها علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، قال: هلمّ فدرت خلف السماط حتى أتيته من خلف القبة، فتحول إليّ فولّاني⁣(⁣٣) رأسه، فقال: ما كان؟

  فقلت: ما رفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم!⁣(⁣٤) فقال: ما بقي أحد يعرف هذا غيري وغيرك فلا يخرجنّ منك، فما حدثت به حتى مات.


(١) الإفادة ٣٤.

(٢) الأمالي ٨٥، ومقاتل الطالبين ٤١.

(٣) في (ب، ج): فولا.

(٤) في (ب): غبيطا.