الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 101 - الجزء 1

  كأن الناس إذ فقدوا عليّا ... نعام حال في بلد سنينا

  وكنّا قبل مهلكه بخير ... نرى فينا وصي المسلمينا

  أشاب ذؤابتي وأطال جهدي ... أمامة حين فارقت القرينا

  وعبرة أمّ كلثوم بحزن ... تجرعها وقد رأت اليقينا

  فلا تشمت معاوية بن صخر ... فإن بقية الخلفاء فينا⁣(⁣١)

  ولما دفن أمير المؤمنين ~، قام صعصعة بن صوحان، وأخذ التراب ووضعه على رأسه، وأنشأ يقول:

  ألا من لي بسرك يا أخيّا ... ومن لي أن أبثك ما لديّا

  طوتك منون دهرك بعد نشر ... كذلك دأبه نشرا وطيّا

  فلو نشرت طواك لي المنايا ... شكرت إليك ما صنعت إليّا

  كفى حزنا بفقدك ثم إني ... نفضت تراب قبرك من يديّا

  بكيتك يا عليّ بملء عيني ... فلم يغن البكاء عليك شيّا

  وكانت في حياتك لي عظاة ... فأنت اليوم أوعظ منك حيا

  وقال عمران بن حطان الخارجي في عبد الرحمن بن ملجم لعنهما الله - حين ضرب عليّا #(⁣٢):

  يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

  إني لأذكره يوما فأحسبه ... أو في البرية عند الله ميزانا

  أخلق بقوم بطون الطير أقبرهم ... لم يخلطوا دينهم كفرا وعدوانا

  فأجابه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الشافعي بهذه الأبيات:

  إني لأبرأ مما أنت قائله ... عن ابن ملجم الملعون بهتانا

  يا ضربة من شقي ما أراد بها ... إلا ليهدم للإسلام أركانا


(١) مقاتل الطالبين ٤٣.

(٢) مقاتل الطالبين ٣٧.