الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 102 - الجزء 1

  إني لأذكره يوما فألعنه ... دينا وألعن عمرانا وحطانا

  عليك ثم عليه الدهر متصلا ... لعائن الله إسرارا وإعلانا

  فأنتما من كلاب النار جاء به ... نص الشريعة برهانا وتبيانا

  وروى صاحب كتاب الاستيعاب الفقيه الحافظ⁣(⁣١) أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد النميري لبكر بن حماد التاهرتي يعارض ابن حطان:

  قتلت أفضل من يمشي على قدم ... وأول الناس إسلاما وإيمانا

  وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سنّ الرسول لنا شرعا وتبيانا

  صهر النبي ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نورا وبرهانا

  وكان منه على رغم الحسود له ... مكان هارون من موسى بن عمرانا

  وكان في الحرب سيفا صار ما ذكرا ... ليثا إذا لقي الأقران أقرانا

  ذكرت قاتله والدمع منحدر ... فقلت: سبحان رب الناس سبحانا

  إني لأحسبه ما كان من بشر ... يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

  أشقى مراد إذا عدت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا

  قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنية أزمانا فأزمانا

  فلا عفى الله عنه ما تحمّله ... ولا سقى قبر عمران بن حطانا

  لقوله في شقي ظل مجترما ... ونال ما ناله ظلما وعدوانا

  يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

  بل ضربة من غوي أوردته لظى ... مخلدا قد أتى الرحمن غضبانا

  كأنه لم يرد قصدا بضربته ... إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

  وروي له أيضا:

  وهز عليّ بالعراقين لحية ... مصيبتها جلّت على كل مسلم

  فقال: سيأتيها من الله حادث ... ويخضبها أشقى البرية بالدم


(١) في (أ): بدون الحافظ.