ذكر نكت من كلامه وسيرته #:
  فباكره بالسيف شلت يمينه ... لشؤم دعاه عند ذاك ابن ملجم
  فيا ضربة من خاسر ظل سعيه ... تبوّأ منها مقعدا في جهنم
  ففاز أمير المؤمنين بحظه ... وإن طرقت فيه الليالي بمعظم
  ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة ... حلاوتها شيبت بصاب وعلقم
ذكر نكت من كلامه وسيرته #:
  كلامه # في الطبقة العالية في كل فن من فنونه لفظا ومعنى، وهو بحر يطمي تياره، ويتلاطم زخّاره، وإنما نذكر مجة(١) من لج زاخر، وقطرة من وابل ماطر. من ذلك ما رويناه بالإسناد الموثوق به عن الحارث أن عليّا # لما اختلف أصحابه خطبهم حين اجتمعوا عنده مبتديا بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ÷، ثم قال: أما بعد:
  فذمتي بذلك رهينة، وأنا به زعيم، من صرّحت له العبر فيما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن ارتكاب الشّبهات، وإنه لن يظمأ على التقوى زرع قوم ولن(٢) يبلى على الهدى سنخ أصل، وإن الخير والخيرة في معرفة الإنسان قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره، وإن أحب خلق الله إلى الله عبد أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، وأضمر اليقين، وزهرت مصابيح الهدى في قلبه، فسهّل على نفسه الشديد، وقرب عليها البعيد، فلم يدع مبهمة إلا كشف غطاءها، ولا مظلمة إلا قصد جلاها، ولا معضلة إلا بلغ مداها، معاين طريقته، مشاهد من كل أمر حقيقته، شرب نهلا، وسلك طريقا سهلا، يحط حيث القرآن حط رحله، وأين(٣) نزل كان منزله، فهو من خاص(٤) أولياء الله.
(١) في (ب، ج): لجة.
(٢) في (ب): ولكن.
(٣) في (آ): وإن.
(٤) في (ب): أخص.