ومن كلام له # حين وقع خلاف من خالفه
ومن كلام له # حين وقع خلاف من خالفه
  بعد حمد الله والثناء عليه ثم قال: ما شاء الله توكلت على الله الذي لا إله إلا هو، حيّ بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا قوي بعد ما كوّن، ولا كان ضعيفا قبل أن يكوّن، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع، ولا خلوا من الملك قبل إنشائه، ولا يكون خلوا بعد ذهابه، كان إلها حيا لا بحياة، وملكا قبل أن ينشئ شيئا، ومالك قبل إنشائه، وليس يكون له كيف ولا أين، ولا له حد يعرف، ولا شيء يشبهه، ولكن سميع بلا سمع، وبصير بغير بصر، وقوي بغير قوة من خلقه، لا تدركه حدق الناظرين، ولا يحيط به سمع السامعين، إذا أراد شيئا كان بلا مشاورة ولا مظاهرة، ولا يسأل أحدا عن شيء خلقه وأراده، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، العلي الجبار، أيتها الأمة المخدوعة انخدعت وعرفت خديعة من خدعها، فأصرت على ما عرفت، واتبعت هواها، وضربت في عشواء غوايتها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه، والطريق الواضح فتنكبته، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من موضعه، وشربتم الماء بعذوبته، وأخذتم من الطريق واضحه، لأنهجت لكم السبل، وبدت لكم الأعلام، ولأكلتم رغدا، ولا عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكنكم سلكتم سبل الظلام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسددتم عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فإذا حزب الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أنبئوكم قلتم:
  هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه، رويدا عما قليل تحصدون غب ما تزرعون، وتجدون وخيم ما اجترحتم، وينزل بكم ما وعدتم كما