الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن كلام له #

صفحة 112 - الجزء 1

  ما تشطّرا ضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها، ويخشن مسّها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصّعبة، إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم، فمني الناس - لعمر اللّه - بخبط وشماس وتلوّن واعتراض، فصبرت على طول المدّة، وشدّة المحنة. حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم، فيا للّه وللشّورى! متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النّظائر! لكنني أسففت إذ أسفّوا، وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن، إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضم الإبل نبتة الرّبيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته، فما راعني إلا والناس كعرف الضّبع إليّ، ينثالون عليّ من كلّ جانب، حتّى لقد وطئ الحسنان، وشقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون، كأنّهم لم يسمعوا كلام اللّه حيث يقول: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}⁣[القصص: ٨٣] بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكنّهم حليت الدّنيا في أعينهم وراقهم زبرجها..

  أما والذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود النّاصر، وما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.

ومن كلام له #

  وقد قال له قائل: إنك يا ابن أبي طالب على هذا الأمر لحريص، فقلت: بل أنتم والله أحرص مني عليه وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقّا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه