الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن خطبة له # في الاستسقاء:

صفحة 118 - الجزء 1

  بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}⁣[الرعد: ٢٤] فلا تزال الكرامة لهم حين وفدوا إلى خالقهم، وقعدوا في داره، ونالهم {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}⁣[يس: ٥٨]، فاسألوا الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، الذين خلقوا لها وخلقت لهم، عباد الله اتقوا الله تقيّة من كنع فخنع، ووجل فحذر، واجتنب هائبا، ونجا هاربا، وأفاد ذخيرة، وأطاب سريرة، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد، وكفى بالله منتقما، وخصيما، وكفى بالجنة ثوابا ونوالا، وكفى بالنار عقابا ونكالا⁣(⁣١).

ومن خطبة له # في الاستسقاء:

  اللهم قد انصاحت جبالنا، واغبّرت أرضنا، وهامت دوابّنا، وتحيّرت في مرابضها، وعجت عجيج الثكالى على أولادها، وملّت التردّد في مراتعها، والحنين إلى مواردها. اللهم فارحم أنين الآنّة، وحنين الحانة، اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها، وأنينها في موالجها. اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين، وأخلفتنا مخايل الجود، فكنت الرجاء للمبتئس، والبلاغ للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السّوام، ألّا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تأخذنا بذنوبنا، وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق، والربيع المغدق، والنبات المونق، سحابا وإبلا، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، اللهم سقيا منك محيية، مروية، تامة، عامة، طيبة، مباركة، هنيئة، مريعة، زاكيا نبتها، ثامرا فرعها، ناضرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيي بها الميت من بلادك. اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا، وتجري بها وهادنا، ويخصب بها جنابنا، وتقبل بها ثمارنا، وتعيش بها مواشينا، وتندى بها أقاصينا، وتستعين بها ضواحينا من بركاتك الواسعة، وعطاياك الجزيلة على بريتك المرملة،


(١) الأمالي ١٩٣ - ١٩٥.