ومن خطبة له # في الاستسقاء:
  قال أبو مطر: وكأني انظر إلى الماء يهطل من لحيته على صدره، ثم أتيته وقد ضربه ابن ملجم لعنه الله.
  فسمعته وهو يقول: امشوا بي بين الأمرين، لا تسرعوا ولا تبطئوا، ولا تغالوا في كفني، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «الكفن سلب سريع إن يكن من أهل الجنة يكفن من الجنة، وإن يكن من أهل النار يكفن من النار».
  وروينا أن عليّا # استعمل عاملا على عكبرى قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلون، فقال لي بين أيديهم: استوف منهم خراجهم، ولا يجدوا منك رخصة، ولا يجدوا فيك ضعفا، ثم قال لي: إذا كان عند الظهر فرح إليّ، فرحت إليه، فلم أجد عنده حاجبا يحجبني دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز فيه ماء، فدعا بظبية. قال: قلت في نفسي لقد أمنني حتى يخرج لديّ جوهرا، ولا أدري ما فيه، قال: فإذا عليها ختم فكسر الختم فإذا فيه سويق، فأخرج منه، فصب في القدح وصب عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر أن قلت: يا أمير المؤمنين، بالعراق تصنع هذا؟ طعام العراق أكثر من ذلك! قال:
  والله ما أختم عليه بخلا به، ولكنني أبتاع ما يكفيني، فأخاف أن يفتح فيوضع فيه من غيره، فإنما حفظي لذلك، وأكره أن يدخل جوفي إلا طيّب، وإني لا أستطيع أن أقول لك إلا الذي قلت بين أيديهم لأنهم قوم خدعه، ولكني آمرك الآن بما تأخذهم به فإن أنت فعلت وإلا أخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ما آمرك به عزلتك، لا تبيعن لهم رزقا يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم، فإنا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعن لهم دابة يعملون عليها، إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو. قلت: إذا أجيئك كما ذهبت، قال: ففعلت فاتبعت ما أمرني به، فرجعت والله ما بقي درهم إلا وفيته.
  وروينا بالإسناد عن الأصبغ بن نباته قال: قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ في سوق الكوفة على دابته، فنادى ثلاثا: يا معشر الناس،