الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه ومقاماته #:

صفحة 155 - الجزء 1

  وروينا عن المغيرة بن أبي نجيح: «أن الحسن بن فاطمة @ حجّ خمسا وعشرين حجة وقاسم ماله ربّه مرتين.

  وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن الحسيني في كتاب نسب آل أبي طالب بإسناده إلى عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا، وإن النجائب لتقاد معه.

  وروينا عن مدرك بن أبي راشد قال: كنّا في حيطان لابن عباس فجاء الحسن والحسين @، فطافا بالبستان قال: فقال الحسن #: عندك غداء يا مدرك؟ قال: قلت: طعام الغلمان، قال: فجئته بخبز وملح جريش وطاقات بقل، قال: فأكل ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام طيبه، فقال: يا مدرك، اجمع غلمان البستان، فجمعهم فأكلوا ولم يأكل، فقلت له في ذلك فقال: ذاك كان عندي أشهى من هذا، قال: ثم توضأ ثم جيء بدابّته، فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوّى عليه، ثم مضى بدابّة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب فسوى عليه ثم مضى، قال: قلت له: أنت أسنّ منهما تمسك لهما؟ قال: يا لكع أو ما تدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله ÷، أو ليس هذا مما أنعم الله به عليّ أن أمسك لهما وأسوّي عليهما! وسمع الحسن # رجلا يسأل الله عشرة آلاف فانصرف الحسن # إلى منزله فبعث بها إليه.

  وروي أن الحسن # كان عند معاوية في جماعة من قريش، فذكر كل واحد منهم قومه وقديمه وحديثه، والحسن # ساكت، فقال معاوية: يا أبا محمد، ما لي أراك ساكتا، فوالله ما أنت بكليل اللسان، ولا مأشوب الحسب، فقال الحسن #: والله ما ذكروا مكرمة مونقة، ولا فضيلة قديمة إلا ولي محضها وجوهرها، ثم قال:

  فيم المراء وقد سبقت مبرّزا؟ ... سبق الجواد من المدى المتباعد

  نحن الذين إذا القروم تخاطروا ... فزنا على رغم العدوّ الحاسد