الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن مواقعه #:

صفحة 156 - الجزء 1

  دانت لنا رغما بفضل قديمنا ... مضر وقوّمنا طريق الحائد

ومن مواقعه #:

  ما روي أنه كان عند معاوية يوما فافتخر معاوية فقال: أنا ابن بطحاء مكة، أنا ابن أغزرها جودا، وأكرمها جدودا، أنا ابن من ساد قريشا فضلا ناشئا وكهلا، فقال الحسن #: أعليّ تفتخر يا معاوية؟! أنا ابن عروق الثرى، أنا ابن مأوى التقى، أنا ابن من جاء بالهدى، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالفضل السابق، والجود اللائق، والحسب الفائق، أنا ابن من ساد أهلا لدنيا بالفضل السابق، والجود اللائق، والحسب الفائق، أنا ابن من طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله، فهل لك أب كأبي تباهيني به؟ وقديم كقديمي تساميني به؟

  قال نعم أو لا، قال: بل أقول لا، وهي لك تصديق، فقال الحسن #:

  الحقّ أبلج ما يخيل سبيله ... والحق يعرفه ذووا الألباب

ومن مقاماته #:

  ما روي أنه اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، والمغيرة بن شعبة فقالوا: يا معاوية، أرسل لنا إلى الحسن بن علي لنسبّ أباه ونوبّخه ونصغّره، وكانوا قد تواطئوا على أمر واحد، ثم قال عمرو: إن الحسن قد أحيا أباه، وخفقت النعال خلفه، وأمر فاطيع، وقال فصدّق، وهذا رافعه إلى ما هو أعظم منه، فلو بعثت إليه، فأخذنا منه النصفة كان رأيا، فقال معاوية: إني والله أخاف أن يقلّدكم قلائد تبقى عليكم في قبوركم، فوالله ما رأيته قط إلا خفت جنابه، وهبت عتابه، وإن بعثت إليه والله أنصفته منكم، فقال عمرو: أتخاف أن يأتي باطله على حقّنا، أو مرضه على صحتنا؟ قال: لا فابعثوا إليه إذا فالقوه بما في أنفسكم، ولا تكنّوا⁣(⁣١) ولا تلجلجوا، وصرّحوا ولا تعرضوا، فلن ينفعكم غير التصريح.

  قال: فبعثوا إلى الحسن #، فقال الرسول: أجب أمير المؤمنين معاوية، فقال من عنده؟ فسمّاهم، فقال: ما لهم خرّ عليهم السقف من فوقهم وأتاهم


(١) في (ج): تكتموا.