الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن مقاماته #:

صفحة 160 - الجزء 1

  لعنك رسول الله ÷.

  ونشدتك بالله، أتعلم أنك كنت تسوق أباك يوم الأحزاب، ويقود به أخوك هذا القاعد: عتبة بن أبي سفيان على جمل أحمر بعد ما عمي أبو سفيان، فلعن رسول الله ÷ الجمل والقائد والراكب والسائق.

  ونشدتك بالله، أتعلم أنك كنت تكتب لرسول الله ÷، وكان يعجبه حسن خطك، فأرسل إليك يوما، فقال الرسول: هو يأكل، فأعاد ذلك مرارا، كل ذلك يقول الرسول: هو يأكل، فقال الرسول ÷: «اللهم لا تشبع بطنه»⁣(⁣١) فنشدتك الله، ألست تعرف تلك الدّعوة في نهمتك وأكلك ورغبة بطنك؟

  ونشدتك بالله! أتعلم أن رسول الله ÷ لعن أبا سفيان في سبعة مواطن:

  لعنه يوم لقيه خارجا من مكة مهاجرا إلى المدنية، وأبو سفيان جاء من الشام، فوقع فيه وسبّه وكذّبه وأوعده وهمّ أن يبطش به، فصدّه الله عنه. ولعنه يوم أحد، قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال ÷: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا العزّى ولا عزى لكم، فقال النبي ÷: الله مولانا ولا مولى لكم.

  ولعنة الله وملائكته ورسله عليه. ولعنه يوم بدر إذ جاء أبو سفيان بجميع قريش، فردّهم بغيظهم، فأنزل الله فيهم آيتين: سمّى أباك في كلتيهما وأصحابه كافرا، وأنت يا معاوية يومئذ مع أبيك.

  ولعنه يوم الهدي معكوفا أن يبلغ محله، فرجع رسول الله ÷، ولم يطف بالبيت، ولم يقض نسكه. ولعنه يوم الأحزاب: جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عيينة بن حصن بن بدر بغطفان، وواعدكم قريظة والنضير، فلعن الله القادة والاتباع، فأما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولا ناج. ولعنه يوم حملوا على رسول الله ÷ في العقبة، وهم اثنا عشر رجلا: سبعة من بني أمية، وأبو سفيان فيهم، وخمسة من سائر


(١) مسلم ٢٠١٠ رقم ٢٦٢٤، مقدمة كتاب سنن النسائي وقد قتل بسببه.