الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن مقاماته #:

صفحة 161 - الجزء 1

  قريش، لعن الله من على الثنية غير النبي ÷ وناقته وسائقها وقائدها، فهل تردّوا عليّ مما قلت شيئا؟

  ومنها: لعنك يوم أبوك همّ أن يسلم، فبعثت إليه بشعر معروف تنهاه عن الإسلام⁣(⁣١)، فهذه مواطن لعنت فيها أنت وأبوك. ومنها: ولاك عمر الشام فخنته، وولّاك عثمان فتربصت به، وقاتلت عليا # على أمر كان أولى به منك عند الله، فلما بلغ الكتاب أجله، وصار إلى خير منقلب، وصرت إلى شرّ مثوى، وقد خفّفت عنك من عيوبك. وشعر معاوية إلى أبيه يرده عن الإسلام:

  يا صخر لا تسلمنّ طوعا فتفضحنا ... بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا

  جدّي وخالي وعمّ الأم يا لهم ... قوما وحنظلة المهدي لنا الأرقا

  لا تركننّ إلى أمر يقلدنا ... والراقصات به في مكة الحرقا

  والموت أهون من قول السفاه لقد ... خلّى ابن حرب لنا العزّى لنا فرقا

  فإن أتيت أبينا ما تريد فلا ... نثني عن اللّات والعزّى لنا عنقا

  وأمّا أنت يا عمرو: فإن أول لؤمك أنك ولدت على فراش مشترك، وقد احتج فيك خمسة من قريش: أبو سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، وعثمان ابن الحويرث، والنضر بن حارثة، والعاص بن وائل، كل واحد منهم يدّعي أنك ابنه، فغلب عليك جزّار قريش ألأمها حسبا، وأخبثها منصبا، وأعظمها لعنة، ثم قمت خطيبا في نادي قريش، فقلت⁣(⁣٢): إني شانئ محمدا، فأنزل الله تعالى فيك: {إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}⁣[الكوثر: ٣]، ثم كنت في كل يوم قاتل فيه رسول الله ÷ أشدهم له عداوة وتكذيبا، ثم كنت من الفسقة الذين ركبوا إلى النجاشي في جعفر، فكذّبك الله وردّك بغيظك، فلما أخطأك ما رجوت أجلبت على صاحبك عمارة بن الوليد فقتلته. وأنت عدوّ بني هاشم في الجاهلية والإسلام،


(١) ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢/ ٤٦١ عن الحسن والأميني في الغدير ١٠/ ٨١.

(٢) قائل ذلك: هو أبوه العاص بن وائل، كما روي في كتب التفسير.