الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن مقاماته #:

صفحة 162 - الجزء 1

  ولسنا نلومك على حسبك، ولا نستعتبك على حبّ، وقد هجوت النبي ÷ بسبعين بيتا، فقال نبي الله ÷: اللهم إني لا أحسن الشعر، ولكن العنه بكل بيت لعنة⁣(⁣١)، فأما قولك في عثمان، فإنك ألهبتها عليه شانيا، ثم هربت إلى فلسطين، فلما بلغك قتله حبست نفسك على معاوية، فبعته دينك بدنياه، ولسنا نلومك على بغضنا، وأنت القائل حيث قلت:

  تقول ابنتي: أين أين الرحي ... ل؟ وما السير مني بمستنكر

  فقلت: دعيني فإني امرؤ ... أريد النجاشي في جعفر

  لأكويه عنده كيّة ... أقيم بها صعر الأصعر

  ولا أنثني عن بني هاشم ... بما اسطعت في الغيب والمحضر

  وعن عائب اللّات في قوله ... ولولا رضى اللّات لم نمطر

  وإني لأشنى قريش له ... وأقولهم فيه بالمنكر

  وأجرا قريش على عيبه ... وإن كان كالذّهب الأحمر

  فإن بزّني الأمر تابعته ... وإلّا لويت له مشفر

  وأما أنت يا عتبة: فوالله ما أنت بحصيف فأجيبك، ولا عاقل فأعيبك، ولا فيك خير يرتجى، ولا شر يتّقى، وأمّا وعيدك إياي بالقتل فهلا قتلت الذي وجدت على فراشها قد غلبك على فرجها، وأشركك في ولدها؟ ولو كنت تستحيي من شيء، أو تقتل أحدا لما أمسكتها بعد إذ بغت عليك، ولم تغر عليها ولا عليه، فكيف يخافك أحد؟! أم كيف توعّد الناس بالقتل وقد تركته! ولا ألومك على سبّ عليّ #، وقد قتل خالك مبارزة، واشترك هو وحمزة في جدك فقتلاه. وأما قولك في رجائي الخلافة، فلعمري إن لي لملبسا، ولكنّك والله ما أنا بنظير أخيك، ولا خليفة أبيك، وكان حقا لك أن تستحيي من قول نصر بن الحجاج حيث يقول:


(١) تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٧/ ١٠٨.