ومن مقاماته #:
  يا لرجال لحارث الأزمان ... ولسوءة ساءت أبا سفيان
  نبئت عتبة قذّرته عرسه ... بصداقة الهذلي من لحيان
  ألفاه معها في الفراش فلم يكن ... حرا وأمسك شرّة النسوان
  لله درّك خلّ عنها إنها ... ليست وعندك علمها بحصان
  واطلب سواها حرّة مأمونة ... ألقت عليك بثقلة الديثان
  لله درك إنها مكروهة ... قالوا الزنى ونكاحها سيّان
  لا تلزمن يا عتب نفسك حبّها ... إن النساء حبائل الشيطان
  وأما أنت يا وليد: فلا ألومك أن تسبّ عليا # وقد جلدك في الخمر، وقد قتل أباك بيده صبرا عن أمر رسول الله ÷، وكيف تسبّه وقد سمّاه الله في عشر آيات مؤمنا وسمّاك فاسقا!، وكيف تسبّه وأنت علج(١) صفّوريّة!.
  وأما زعمك أنا قتلنا عثمان، فوالله ما استطاع طلحة والزبير أن يقولا لعليّ ذلك، ولو استطاعا لقالا، وكأنك قد نسيت قول شاعرك حيث يقول:
  أنزل الله في كتاب عزيز ... في عليّ وفي الوليد قرآنا
  .. القصيدة.
  وأما أنت يا مغيرة: فوالله ما كنت حقيقا أن تقع في هذا الكلام، إنما مثلك مثل البعوضة حيث وقعت على النخلة، فقالت لها: استمسكي فإني نازلة عنك، فقالت النخلة: والله ما شعرت بوقوعك فيشق عليّ نهوضك، ونحن والله ما شعرنا بعداوتك ولا غمّتنا إذ عرفناها، ولكن أخبرني بأي الخصال تسبّ عليا:
  انتقاصا في نسبه؟ أم بعدا من رسول الله ÷؟ أم سوء بلاء في الإسلام؟ أم جور حكم؟ أم رغبة في الدنيا؟ فلئن قلت واحدة منها فقد كذبت، أو جئت تزعم أن عليا # قتل عثمان، ولعمري لو قتله ما كنت من ذلك في شيء، فأمّا قيلكم في الأمر والملك الذي أعطيتم فإن الله تعالى قال لمحمد ÷: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ
(١) العلج: بوزن العجل - الواحد من كفار العجم. المختار ص ٤٤٩.