[مقدمة المؤلف]
  الطامة، وأشهد أن محمدا عبده المختار، ونبيه المجتبى الداعي إلى دار القرار، المبعوث على حين فترة، وضلال أمة، فدعا الخلق بألطف دعا، وناداهم بأرفق نداء، حتى دخلوا في دين الله أفواجا، وبادروا إليه أفرادا وأزواجا، المخصوص بالحكم الغريبة، والبلاغة العجيبة، وجوامع الكلم الغرّ، وبدائع الألفاظ الزهر، فاستشفى بها أهل الإسلام، واستنبطوا منها غرائب الأحكام، وارتووا من معينها الصافي، واستقوا من سلسالها الشافي، صلى اللّه عليه صلاة تقضي له بالوسيلة، وبلوغ عوالي الرتب الجليلة، وترقّيه من الجنة ذرى غرفها، وتبلّغه السامي من تحفها، وتكون مؤدية لحقه الواجب، وسببا للخروج عن عهدة فرضه اللازب، وحاكمة باستحقاق شفاعته، والانخراط في سلك زمرته، والارتواء من حوضه السلسل المعين، والتفيّؤ في ظل لوائه يوم الدين، وعلى وصيه وأخيه ووليه، السابق لأهل الإسلام، المعصوم من مقارفة الآثام، مدمّر سباع الكفار، المردي لعمرو يوم زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وقل المحامي والناصر، الفائز يوم أحد بمحاسن الثناء، المسموع من ناحية السماء، حيث نادى رسول المليك العلي: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي(١). الذي آخاه الرسول من بين صحابته، وزوّجه بإذن ربه بابنته، بعد أن زوجه فوق عرشه الملك الجليل، وأشهد على ذلك ميكال وجبريل، صفوة الصحابة الأخيار، مولى المهاجرين والأنصار، المنفرد دونهم بصدقة المناجاة، الذي قال فيه الرسول ÷: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»(٢) المحبوّ من ثمار الجنان بأترجّها والرمان، زاكي المناسب، أمير المؤمنين علي بن أبي
(١) المحب الطبري في ذخائره ص ٧٤.
(٢) هذا الحديث متواتر وله طرق كثيرة رواه أحمد بن حنبل رقم ٢٥٠، ٩٦١ ومجمع الزوائد ٩/ ١٠٣. وتذكر الحفاظ ١/ ١٠ وأحمد بن عيسى ٤/ ٣١٠، وفضائل الصحابة ٢/ ٧٤١، والنسائي في الخصائص رقم ٨٢ - ٨٥، وابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٨ وكنز العمال رقم ٣١٦٦٢، والطبراني في الكبير ١/ ١٧٩ رقم ٣٠٤٩، والحاكم ٣/ ٣٧١، وغيرهم كثير.