الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن مقاماته #:

صفحة 164 - الجزء 1

  فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ}⁣[الأنبياء: ١١١] {وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً}⁣[الإسراء: ١٦] والله ما نصرت عثمان حيا، ولا غضبت له ميتا، وما زالت الطائف دارك حتى كان أمس، وأمّا اعتراضك في بني هاشم أو بني أميّة، فهو ادعاؤك إلى معاوية.

  ونفض ثيابه وخرج.

  فقال معاوية: ذوقوا، قد نبأتكم، والله ما قام حتى أظلم عليّ البيت، وقال معاوية شعرا:

  أمرتكم أمرا فلم تسمعوا له ... وقلت لكم لا تبعثنّ إلى الحسن

  فإني وربّ الراقصات عشية ... بركبانها يهوين من سرّة اليمن

  أخاف عليكم منه طول لسانه ... وبعد مداه عند تجريره الرّسن

  فلما أبيتم كنت فيه كبعضكم ... وكان خطابي فيه غبنا من الغبن

  فأجمعتم بغيا عليه وغدرة ... وقد يعثر العير المدلّ من السمن

  فكيف رأيتم غبّ رأيي ورأيكم ... على أنه دار السلاح على المحن

  فحسبكم ما كان من نضج كيّه ... وحسبي وحسب المرء في القبر والكفن

  وقال قثم بن العباس:

  والله لو جئنا لما قال قائل ... مع ابن رسول الله حرفا مدى الدّهر

  وانصره منكم وأنتم عصابة ... أذلّ بحمد الله من عازب الوبر

  دلفتم بعمرو واثقين بفحشه ... إلى ابن رسول الله خرقا ولا ندري

  وليس يساوي عمروكم شسع نعله ... ألا لا وشسع النعل أفضل من عمرو

  وقد كان للمرء المعيطي شاغل ... عن ابن رسول الله في الطهر والخمر

  وقل لأبي سفيان عتبه زفّها ... إليك عروسا واترك الفخر في فهر

  وما الأحمق الزّنا إلا بعوضة ... هوت في ذناب الريح في لجة البحر

  ورأس خطاياهم معاوية الذي ... يردّ بطير الماء عادية الصقر