ذكر بيعته #
  فلما أتاه الصقر أبصر صيده ... فظلت دماء الصيد في نحره تجري
  أتؤذي نبي الله في أهل بيته ... وتوصل أرواثا جمعن من الحمر
  على غير ذنب كان منا علمته ... سوى ما قتلنا من قريش على الكفر
  من قصيدة له طويلة، وكانوا يهابون الحسن # بعد ذلك حتى قبض، وقال غيلان بن مسلمة من قصيدة له:
  ألا أبلغا عني المغيرة مالكا ... عجلت إلى أمر وفي عجلك الزّلل
  وغرّك عمرو والوليد سفاهة ... وعتبة ممن كان فيه عسى وعل
  دعوك وأعراض الحتوف كثيرة ... إلى الحيّة الصّمّاء والقائل الفعل
  إلى خير من يمشي على الأرض حافيا ... ومنتعلا في الهدي والقول والعمل
  إلى حسن من غير ذنب أتى به ... إليك ولا عار تجر له(١) العلل
  فسمّاك فيما كنت فيه بعوضة ... وكان بها فيما مضى يضرب المثل
  فوالله ما أخطى الذي أنت أهله ... ألا ربّ حاد قد حدا غير ذي جمل
  وعبت عليا والحوادث جمّة ... فما لك في التقوى رجاء ولا أمل
  ومناقبه # ظاهرة، وبدور شرفه باهرة.
ذكر بيعته #
  بويع له بعد موت أمير المؤمنين #، يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وكان من كلامه # بعد الخطبة - وقد ذكر أمير المؤمنين فقال: خاتم الوصيين، ووصي خاتم الأنبياء، وأمير الصديقين والشهداء والصالحين، ثم قال:
  أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله ÷ يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له، وما ترك في المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم،
(١) في (ج): تحركه.