ذكر بيعته #
  ثم قال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد ÷، ثم تلا قول يوسف #: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف: ٣٨] أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله السراج المنير(١)، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل عليهم، وعنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل على محمد ÷: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً}[الشورى: ٢٣] واقتراف الحسنة مودتنا.
  ثم قام قيس بن سعد بن عبادة فقال - بعد حمد الله والثناء عليه: - أما بعد: فإنّ الله بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، فأدّى عن الله رسالاته، ونصح الله في عباده حتى توفّاه، وقد رضي عمله، وغفر ذنبه ÷، ثم ذكر الذين ولوا الأمر من بعده، وذكر عثمان وقال: إنه خالف سنة من كان قبله، وسن سنن ضلالة لم تكن قبله، واستأثر بالفيء وحابى به قرباءه، ووضعه في غير موضعه، فرأى أهل الفضل من هذه الأمة أن ينفوا ما رأوا من إحداثه فقتلوه، ثم نهضوا إلى خير خلق الله بعد رسوله ÷، وأولاهم بالأمر من بعده فبايعوه، فأقام الكتاب، وحكم بالحق، وتخلى من الدنيا، ورضي منها بالكفاف، وتزود منها زاد البلغة، ولم يؤثر نفسه ولا أقرباءه بفيء المسلمين، فتوفاه الله حسن السيرة، تابعا للسنة، ما حقا للبدعة، وهذا ابنه وابن رسول الله ÷، وأولى عباد الله اليوم بهذا الأمر، فانهضوا إليه
(١) في (أ): اختلف ترتيب الجمل (كان جبريل ينزل عليهم، وعنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجز وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم).